نفق جبل طارق بين المغرب وإسبانيا: حلم استراتيجي أم مشروع مؤجل؟ بقلم : محمد البهجة عن جريدة taroudantpress.com - جريدة تارودانت بريس 24 الإخبارية

نفق جبل طارق بين المغرب وإسبانيا: حلم استراتيجي أم مشروع مؤجل؟  بقلم : محمد البهجة عن جريدة taroudantpress.com - جريدة تارودانت بريس 24 الإخبارية

نفق جبل طارق بين المغرب وإسبانيا: حلم استراتيجي أم مشروع مؤجل؟

بقلم : محمد البهجة عن جريدة taroudantpress.com - جريدة تارودانت بريس 24 الإخباريةمقدمة

عاد مشروع النفق البحري بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق إلى واجهة النقاش، وسط تساؤلات حول الجدوى التقنية، الزمنية، والمالية له. رغم إعادة إحيائه سنة 2023 وتوقيع عقود مع شركات دولية، لا يزال المشروع محصورًا في الدراسات الأولية، دون أي انطلاق للأشغال على أرض الواقع، ما يجعل كثيرين يشككون في إمكانية تحقيقه على المدى القريب.

التحديات التقنية والزلازل

عمق النفق ومسافة المشروع

وفق المعطيات المتاحة، قد يمتد النفق على 42 كيلومترًا بعمق يصل إلى 475 مترًا تحت سطح البحر، في منطقة نشطة زلزاليًا قرب صدع الأزور–جبل طارق. هذه المعطيات تجعل الجانب التقني بالغ التعقيد، وتستدعي تقنيات هندسية متقدمة لمواجهة المخاطر الزلزالية.

آجال التنفيذ

الخبراء يجمعون على أن الرهان على افتتاح النفق قبل كأس العالم 2030 يبدو غير واقعي، فيما يُعتبر سيناريو انطلاق الأشغال بحلول 2040 هو الأكثر تفاؤلًا، أي بعد أكثر من 15 سنة من الآن.

كلفة المشروع والتمويل

أرقام ضخمة وتمويل غامض

تتراوح الكلفة المتوقعة بين 5 و9 مليارات يورو، وهي رهينة قدرة المغرب وإسبانيا على حشد تمويل دولي واسع. الوضعية السياسية المعقدة في مدريد وغياب ميزانية مبرمجة لسنة 2026 قد تشكلان عائقًا إضافيًا أمام أي التزام مالي ملموس.

تأثير التمويل على الجدوى

غياب تأكيدات واضحة حول التمويل يجعل المشروع مؤجلاً، ويطرح تساؤلات حول جدواه الاقتصادية مقارنة بالتكاليف الهائلة والمدة الزمنية الطويلة لتنفيذه.

السياق الاستراتيجي

يُطرح النفق كممر استراتيجي يربط شمال إفريقيا بأوروبا، ويُفترض أن يعزز حركة التجارة والنقل بين البلدين. لكن التحديات التقنية والمالية والزمنية تجعل تحقيق هذا الحلم مؤجلاً على الأقل لعقد ونصف من الزمن، ما يحول المشروع إلى استراتيجية طويلة المدى تتطلب صبرًا وتحليلاً دقيقًا.

خاتمة

مشروع نفق جبل طارق يبقى حلمًا استراتيجيًا للمغرب وإسبانيا، لكنه يتطلب إرادة سياسية قوية، تمويلًا مؤكدًا، وتقنيات هندسية متقدمة. في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال قائماً: متى سينتقل المشروع من الدراسات النظرية إلى الواقع؟


الكلمات المفتاحية المقترحة:

نفق جبل طارق، المغرب وإسبانيا، مشاريع استراتيجية المغرب، تمويل النفق البحري، مضيق جبل طارق، جدوى المشروع، تحديات تقنية وزلزالية، مستقبل البنية التحتية.



تعليقات