مهرجان سلاّم للتبوريدة: إحياء التراث والروابط الصحراوية بالرحامنة
بقلم: أميمة عابيدي
عن جريدة تارودانت بريس 24 taroudant press
اصطفت سربة الخيل، وأطلق مقدم الفرسان صرخته، بدأ "الخيالة" تنظيم الصف، وأشهر بندقيته في السماء إيذانًا ببدء الركض في "المحرك". الغبار يتطاير في السماء، ليسمع دوي البارود وسط التكبيرات والزغاريد.
ما إن تصل إلى جماعة أولاد إملول، التي تبعد بحوالي 40 كيلومترًا عن مركز مدينة ابن جرير، حتى تسمع دوي البارود. مواطنات ومواطنون من مختلف المداشر تحلقوا حول "المحرك"، يترقبون هذه الطلقات المنتظمة وسط زغاريد النساء وأهازيج فرق فلكلورية.
مهرجان سلاّم: تواصل وتراث
بدأ مهرجان سلاّم للتبوريدة وفن العيطة والتراث اللامادي بأولاد إملول، التابعة لإقليم الرحامنة، في دورته الثالثة، يجذب الأنظار صوب هذه الجماعة القروية. المهرجان الذي يمتد على مدار 5 أيام من الأسبوع أضحى قبلة لساكنة دواوير هذه الجماعة، ومتنفسًا لدواوير جماعات مجاورة لها.
جذور وأواصر الصحراء بالرحامنة
تحولت جماعة أولاد إملول بالرحامنة الجنوبية خلال الأيام الأولى لشهر غشت إلى محج للزوار من كل حدب وصوب. تسهم العطلة الصيفية، في ظل غياب متنفسات وفضاءات ترفيهية، في جعل هذه المنطقة قبلة للصغار والكبار الباحثين عن الترفيه.
على جنبات "المحرك"، وفي مختلف أرجاء الدوار، نصبت عشرات الخيم لعاشقي الخيل والتبوريدة القادمين من مناطق مختلفة من البلاد، من الداخلة وطرفاية وسيدي إفني والعيون وقلعة السراغنة ومدن أخرى.
من سيدي إفني بالأقاليم الجنوبية للمملكة، زينت سربة جمعية إمناين أيت بريم "محرك" مهرجان سلاّم، بزعامة المقدم محمد بن سكو، بلباسها الموحد، وطلقات البارود المنتظمة، وجعلت متابعي الموسم يتهافتون ويهتزون فرحًا على طول جنبات المكان.
توطيد الروابط الثقافية
يقول عز الدين ربيع، مدير مهرجان سلاّم: "حضور هذه الفرقة من الأقاليم الصحراوية المغربية تجسيد لعمق الأواصر بين الصحراء وباقي مناطق المملكة، ويعزز الروابط الثقافية والاجتماعية بين المغاربة."
مهرجان سلاّم في أولاد إملول ليس مجرد فعالية ترفيهية، بل هو منصة للحفاظ على التراث الثقافي المغربي وتعزيز الروابط بين مختلف مناطق المملكة، ليصبح وجهة تجذب الزوار من كل حدب وصوب، وتعيد إحياء فنون التبوريدة وفن العيطة والأنشطة التراثية المتنوعة.
الكلمات المفتاحية: مهرجان سلاّم، التبوريدة، فن العيطة، التراث اللامادي، الرحامنة، أولاد إملول، الأقاليم الصحراوية.
