واد الواعر بتارودانت بين هجومين : هجومه على المدينة وهجوم المدينة عليه !!
كان (الواد الواعر) يهجم على المدينة قديما، سجل ذلك القاضي التمنارتي في فوائده لما قال:
ثم أرسل الله المطر الهائل بقرب من ذلك، فهجم (الوادي الوعر) على المدينة من جبل درن فخرق لها خرقا من سورها من المحايطة بين سور القصبة وسور البلد، فانصب من حفير القصبة حتى امتلأ ففاض بعبابه على المدينة، فهدم معظم أسواقها ودورها ومساجدها، وهلك بذلك من الأموال والأمتعة والأقوات ما لا يحصى، وسلم الله الأنفس لدخوله مع الإسفار البين حين انتبه الناس، ولو دخل بالليل لعظم به الهلاك وكان ذلك لطفا من الله بعباده ..
وقد نظم التمنارتي شعرا في هذا السيل الذي وقع بغتة صبيحة يوم الأحد مفتتح ربيع الأول سنة 1033هـ/1623م جاء في مطلعه:
قفن بحضرة سوس أيها الغادي
وسل مصانعها عن فعلة الوادي
وسل إذا جئتها عن سوق نعمتها
هل كان إلا كميْت يَبكيه النادي
أمست محاسنه من بعد بهجتها
ونِعمة الدهر فيه نَغمة الحادي
هذا في النصف الأول من القرن 11هـ/17م أما اليوم فالمدينة هي التي هجمت على (واد الواعر) فأضرت به وبها !!
